رسالة الى صديق قديم
للشاعر : عبد اللطيف عقل
أنا أبكي
على أيام قريتنا التي رحلت
و أبتهل
أزقتها المقوسة العقود
و صبحها الخضل
و مغربها الذي
برجوع قطعان الرعاة اليه
يكتحل
و فوق سقوفها البيضاء
نفض ريشه الحجل
و كيف يجيئها المطر
فتورق في شفاه الحقل
أغنية و تزدهر
***
وانك مثلما عودتني
قد عدت تؤذيني و أحتمل
تعيرني بألي قابع في القدس
لا حبي سينقذني
ولا جرحي سيندمل
تقول بأنني سأموت
في بطء خرافي
و سوف أموت
لا وطن ولا مال ولا مثل
نسيت بأنني البطء
الذي في بطئه يصل
***
أنا جذر
يناغي عمق هذي الأرض
منذ تكون الأزل
و كون لحمها لحمي
و تحت ظلال زيتون الجليل
أهمني الغزل
و أحفظ في شراييني الأحاديث
التي باحت بها القبل
ومن بترابهم و دمائهم
جبلوا
من اعتقلوا
فما ملّو عذاب سجونهم
أبدا بل ان غرامهم ملل
***
قرأتك فانفعلت
وانني كالشعر أنفعل
سطورك
في رسالتك الأثيرة
لفها الخجل
تراودني الحروف ذليلة
و تذلني الكلمات
تزين لي الرحيل
كأن لا يكفيك من رحلو
و تغريني بأنني
ان أتيت اليك
مثل البدر أكتما
فشكرا يا صديق
طفولتي
اختلفت بنا السبا
أنا نبض التراب دمي ,
فكيف أخون نبض دمي
و أرتحل ؟!