قصة ولادة
كل شيء لدي عادي , و ليس هناك ما ينبئ عن قرب ولادتي سوى علاماته , لم أكن أسمع سوى حفيف الاشجار التي تحيط بدارنا, و أصوات السيارات التي تمر مسرعه بقربنا , و كذلك صوت ابني الذي تجاوز السنة بقليل , و هاجس ينتابني بأن هناك شيئا سيكون !
و لم يقطع علي وحدي سوى صمت المكان و الزمان و كأنني غارق في بحر من السكون لم يبدده سوى سيارة زوجي التي غابت مسرعة نحو عمله المعتاد .
فجأة أطبق المكان و ضاق علي رغم رحابته , و خنقني الوقت رغم طوله , و شعرت و كأن روحي خرجت من صدري و ظننت أن قيامتي قد قامت و توقعت كل شيء سوى ما حصل لي , و عشت رعب اللحظة و هولها ما بين نفسي التي بين جنبي و ما بين ابني الذي يصرخ و يعبث بما يرى , و بين جنيني الذي يتلوى بسرته , و زاد الطين بله و حدتي، و وسيلة الاتصال التي لم تسعفني ،حتى من الله عليّ و أنا أناجيه بصمتي و أتوسل اليه بقلبي , ان أسعفتني الذاكرة بحسن التعامل مع وليدي الى ان عاد زوجي على أنات صوت الهاتف المتقطع .
حمدت ربي كثيرا , و عتبت على كلية الاحياء التي تخرجت منها , فقد شرّحت لنا الارنب ولكنها لم تعلمني في وقت الشدة كيف أنجب .