السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي القصه من ايميلي وراح اكتبها باجزاء لانها طويله ....
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه الطييبين الطاهرين وبعد : …
فهذه قصة فتاة ابتليت بمس من الجن ، وقد عايشت القصة لحظة بلحظة، ولو نُقِلت ليَّ أحداث تلك القصة لكنت أول المكذبين بها ، ليس ذلك لأني أنكر صرع الجن للإنس ، حاشى لله أن أعتنق أو أفكر بذلك ، بل لأن الاعتقاد السائد عندي أن صرع الجن للإنس لا يتجاوز تخبط الإنسان وتغييبه عن الوعي ، أو إيذائه في جسده بالأمراض والأسقام التي لم ولن يجد لها الطب في القديم والحديث تفسيراً أو علاجاً في كثير من الأحيان ، أما التشكل والظهور والتحدث مع المصاب وتحريك الأشياء وغير ذلك من الأحداث التي رأيتها وعاينتها بنفسي لم أكن لأصدقها لو أنها نقلت ليَّ من الغير ، أو ربما لأحلتها إلى أسباب نفسية بحتة ، ولكن أبى الله سبحانه وتعالى إلا أن أرى بعيني وأسمع بأذني ، وهذا ما زرع الإيمان في قلبي ، والتصديق في عقلي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله أولاً وأخيراً 0
كانت الفتاة في مقتبل العمر وتبلغ ثلاث سنوات ، وهيّ طفلة جميلة لطيفة وكان ترتيبها العاشرة بين اخوتها ، وأبوها شيخ كبير قد بلغ من الكبر عتياً ، أما الأم فقد تعبت من كثرة الأولاد وقد استعانت بالاخوة في تربية الفتاة التي لم يكن أحد يختص ويهتم بشؤونها 0
وذات يوم من أيام العيد ألبسوا الفتاة الصغيرة أحسن ثيابها وزينوها كي يذهبوا في زيارة إلى مدينة تبعد ساعة إلا ربع عن مدينتهم الأصلية ، وفي زحام فرحة العيد وكثرة الأولاد ركبوا السيارة وتركوها في البيت العربي القديم الذي كانوا يسكنونه 0
خافت الفتاة وبكت بكاءً شديدا ً وبقيت على هذه الحالة مدة من الزمن ، فقدر الله سبحانه وتعالى أن يدخل أخاها الأكبر إلى المنزل ويراها في حالة سيئة للغاية ، وأدرك الموقف فضمها إلى صدره الحاني ولحق بالركب وأدركهم في الطريق 0
ومنذ ذلك الوقت أصبح ينتابها حالة بكاء وتشنج ، بحيث تفتح فمها ويسودّ لونها دون أن تُصدِرَ أيَّ صوت يذكر ، وتبقى على هذه الحالة إلى أن يُرش عليها الماء البارد فتعود إلى وعيها وإدراكها 0
وحين بلغت سن الرابعة توفي أبوها ، وبقيت تأتيها الحالة السابقة إلى أن دخلت المدرسة في سن السادسة من عمرها ، وأصبحت الإصابة تراودها من فينة لأخرى إلى أن انقطعت في المرحلة المتوسطة 0
وكانت الفتاة في هذه المرحلة محل إعجاب وتقدير من قبل أهلها ومدرساتها وزميلاتها وكل من تعامل معها ومن كان حولها ، وكانت ذات خلق وأدب وحياء ، ولكنها كانت تميل إلى العزلة والانطواء على نفسها ، مع أنها كانت متفوقة في دراستها وتكره سفاسف الأمور ومنكرات الأخلاق والآداب ، وقد كان يَرى الجميع فيها كل ما يتمنى أن يراه في فتاة في مثل عمرها 0
وفي ذات يوم من شهر يونيو آخر يوم من أيام امتحانات المرحلة المتوسطة حيث كان الجو شديد الحرارة ، خرجت الفتاة من الامتحان مفعمة بالسعادة والفرح تنتظر الأهل ، وطال الانتظار ، ذهب الجميع ولم يبقى مع المشرفة إلا القليل من الطالبات ، فأصيبت بحزن شديد لم يلبث أن تحول مع الانتظار إلى غضب عارم أصيبت على أثره بحالة إغماء ونقلت إلى داخل المدرسة ظناً أنها قد أصيبت بضربة شمس 0
ومنذ ذلك اليوم أصبحت تنتابها حالات بكاء شديد مع صرع خفيف قد يسبق الحالة أو يعقبها ، وكان هذا البكاء غريباً نوعاً ما ، حيث أنها كانت تفتح فمها ، وتجحظ عيناها ، ويصدر منها صوت على نغمة واحدة طويلة متصلة آ آ آ آ آ آ ، ويستمر الأمر على هذا الحال مدة من الزمن ، وكان أكثر ما تصاب الفتاة به في هذه الحالة في مواقف الضيق والحزن والغضب ، وكنا في كثير من الأحيان أثناء إصابتها بالنوبة ننقلها إلى المستشفى ، فيخبرنا الأطباء بأن هذه الحالة تعرف من الناحية الطبية بما يسمى ( هايبر فينتليشن ) ( hypr ventalation ) ، وأخبرونا كذلك بأن هذه الحالة تصيب الفتيات في مقتبل أعمارهن ولا داعي للخوف من ذلك ، ويكتفي الأطباء أثناء تلك النوبة بإعطائها إبر من نوع معين إضافة إلى استخدام المغذي ( الجلكوز )0
واستمر الحال على ذلك مع الفتاة طوال الأعوام الثلاث الأولى في المرحلة الثانوية ، ولوحظ خلال تلك الفترة أنها تكون متفوقة في النصف الأول من العام بحيث تحوز على درجات عالية تفوق نسبة 90 %، وفي نهاية العام يكون معدلها العام ما نسبته 70 % ، بمعنى أنها لم تحصل إلا على نسبة تقدر بـ 50 % ، وكان هذا الأمر بحد ذاته ملفت للنظر ، خاصة من قبل الأهل ، ولكن كما قلت لكم الأب قد توفاه الله سبحانه وتعالى ، والأم متعبة وتعاني ما تعاني من كثرة الأولاد والمشاغل والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقها ، إضافة أنه لم يكن أحد يهتم أو يختص بشؤون الفتاة الخاصة أو العامة ، إضافة إلى أن الجميع وكافة من حولها كانوا يفسرون تلك الحالة بالقلق والتوتر اللذين يصيبانها في نهاية العام ، وكذلك ما قدمه الأطباء من تفسير للحالة والتي يطلق عليها من الناحية الطبية ( الهيبر فنتليشن ) ( hypr ventalation ) ، التي كانت تلازمها يومياً طوال فترة الاختبارات 0
وقد كان يتقدم لخطبة الفتاة بعض الأقارب وغيرهم ، وكانت ذات جمال وخلق وأدب جم ، إضافة إلى أنها كانت تتمتع بصفات خيرة بحدود لا يمكن أن توصف ، وكانت تنتسب إلى عائلة عريقة وهي تنحدر من أسرة فاضلة ، وكانت الأم تفضل التريث في زواج الفتاة لحين متابعة دراستها الثانوية 0
ولعل بلوغ الفتاة لهذا السن وتقدم العديد لخطبتها هو السبب الرئيسي في تفجير المشكلة ، وإظهار الكامن ، وما أن بلغت الفتاة في نهاية المرحلة الثانوية وذلك بتاريخ 15 / 9 / 2000م ، حتى بدأت الأحداث المتتابعة والمتلاحقة لقصتنا الغريبة ، وتتكشف الحقائق الكامنة لما يقارب أربعة عشر عاماً ، أي منذ أن كان عمرها يقارب ثلاثة أعوام ، حتى بلغت سن السابعة عشر 0
ومنذ تلك المرحلة أصاب الفتاة كره شديد ومفاجئ للمدرسة والمدرسات ، وغلب عليها البكاء والصراخ والارتعاش ، وأصابتها حالة هستيرية ، بحيث أنها ترغب في متابعة دراستها ولكنها لا تستطيع ذلك 0
فكرت ملياً في تطور حالة الفتاة وأصبحت أربط الأمور بعضها ببعض وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن الأمر لا يمكن أن يَتبَعَ الأمور الطبية سواء العضوية منها أو النفسية ، وقد أوعزت الأمر بعد تحليل وبحث وربط الأحداث بعضها ببعض لما يسمى بالأمراض الروحية خاصة أنني أملك كماً من العلم الشرعي وليَّ نظرة عامة في كافة الأمور والأحداث التي تتابعت من حولي وبخاصة أن الفتاة تسكن معنا في نفس المنزل كما أشرت آنفاً ، ومن هنا توصلت إلى نتيجة مفادها أن أبدأ برقية الفتاة بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وكان ذلك الأمر فاستفتحت قراءتي بسورة البقرة ، فازداد صراخها ، وانتفخت أوداجها ، واسود وجهها ، وحاولَت أثناء ذلك أن تُغلق أذنيها ، وقد منعتها من ذلك الأمر ، إلا أنها تحولت لتقطيع شعرها وتخميش وجهها ، وقد دخلت معها في صراع شديد مرير كانت تحاول من خلاله إيذائي بشتى الوسائل والطرق ، ولكنني استعنت بالله سبحانه وتعالى وصبرت واحتسبت واستمرت قراءتي لسورة البقرة حتى انهارت بين يديّ ، لتصحو بعد ذلك مستغربة للحالة التي هيَّ عليها ولا تذكر أي شيء مما حدث خلال ذلك الموقف 0
وتيقنت عند ذلك بأن الأمر خارج عن نطاق الطب العضوي والنفسي واستعنت بالله سبحانه وتعالى ، وأصبحت أرقيها وأكرر الرقية الشرعية عليها ، وكان حالها يزداد سوءاً ، فَتَرَكت الطعام والشراب ، ولم يعد بمقدورها النوم الهنيء الذي كانت تنعم به سابقاً ، إضافة إلى أنها كرهت الجميع بمن فيهم أمها واخوتها 0
وعلمت آنذاك أن الأمر يحتاج إلى رجل صاحب مراس وخبرة في هذا العلم ، حيث أنني لا أملك إلا القليل بخصوص هذا الأمر آنذاك والأمر يحتاج إلى وجود إنسان متخصص في الرقية يستطيع أن يوجهنا الوجهة الشرعية الصحيحة في العلاج والاستشفاء 0
وتوجهنا إلى أحد المعالجين بالرقية الشرعية ، ولم يكن الأمر بالسهولة التي نريدها ، حيث واجهتنا صعوبة بالغة سواء في الذهاب أو العودة ، وقد تم الأمر بصراخ وصراع ومقاومة شديدة 0
قرأ عليها هذا الأخ الكريم وحدد لنا برنامجاً أسبوعياً كي نسير عليه ، وفعلنا ذلك ولكن دون أي فائدة أو تحسن يذكر ، وخلال هذه الفترة تابعنا العلاج الطبي ولم نتركه حيث كنا نذهب بها إلى المستشفى للعلاج بمعدل مرة أو مرتين يومياً ، ولم يتغير في الأمر شيء ، وكان تشخيص الأطباء(حالة نفسية) أو (هايبر فنتليشن)(hypr ventalation)، وكان العلاج المعهود إبر مهدئة بالإضافة إلى استخدام المغذي( الجلكوز ) ، وبعض الأطباء ممن عاين الحالة نصحنا بالذهاب إلى من يعالج بالرقية الشرعية حيث أفادوا بأن الحالة لا تعاني من أية أمراض عضوية أو نفسية ، ومع ذلك فلا ننكر مطلقاً أن الفتاة قد استفادت فائدة عظيمة جداً من مراجعة المستشفى بسبب إعطائها المغذي ( الجلكوز ) حيث أنها امتنعت مطلقاً عن الطعام والشراب كما أشرت آنفاً 0
بعد ذلك اتصلنا بأحد الاخوة المعالجين بالقرآن وكانت تربطنا به علاقة صداقة قوية وقديمة ، وأردنا منه معاينة الحالة كي نقف على حقيقة المرض الذي تشكو منه ، فنحن إلى هذه اللحظة لا زلنا في دوامة لا نعرف أولها من آخرها ، وكان ذلك الأمر فحضر الأخ مشكوراً ومكث معها أربع ساعات متواصلة بوجودنا جميعاً ، وكانت خلال هذه المدة غائبة عن الوعي تماماً ، وكان يصدر منها صراخ شديد وتوسل ، وقد ضربها الشيخ ضرباً شديداً ، وعندما عادت لوعيها لم تشعر بكل ما دار حولها ولم تشعر بالضرب مطلقاً 0
تحياتي الكم