التطور الفكري الطريق للإنتصار

التطور الفكري الطريق للإنتصار

ويبقى الفكر هوية الإنسان, فإذا تشوه الفكر تشوه حامله لأن الإنسان بالتالي هو خلاصة افكاره, وبقدر ما يسمو الإنسان بتفكيره ومعرفته,

يستطيع أن يرتقي إلى مستويات أرقى وإلى مواقع أفضل لأنه بالتالي يقف بأقدام ثابتة ترتكز على فكر نير لا يتزعزع أبدا .
أسوق هذة المقدمة لأؤكد أول ما أؤكد ان تفكير الأنسان هو البوصلة الحقيقية التي تقوده بالتالي الى شواطيء الحقيقة والى مرافيء الأمان, وبقدر ما تكون افكار الإنسان أفكارا نيرة حضارية ترتكز إلى العقل بقدر ما يستطيع الإنسان من خلال أفكاره هذه أن يلج بخطواط متسارعة إلى مستقبل مشرق وغد براق, وحين يفقد الإنسان التفكير العقلاني النير فهو يفقد بالتالي البوصلة الحقيقية ويتوه في عالم من الضياع ومتاهات قد يفقد فيها حتى ذاته …
وأذا أردنا أن نحدد العناصر التي تكوّن فكر الإنسان فهي تعود إلى مسببات كثيرة تتلخص في ثقافته الخاصة والمؤثرات التي يغرسها المجتمع في نفسه إضافة إلى ما تتركه البيئة التي عاش فيها من آثار قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية .
وإذا وضعنا الإنسان العربي بما يحمله من فكر معاصر وإرث يعود به إلى ركام من التقاليد نستطيع أن ندرك ماهية الفكر لديه وما هو المدى الذي يستطيع أن يصل اليه من خلال هذا التفكير .
إن خلاصة الفكر الإنساني تنتهي إلى ان حرية التفكير هي المقدمة الأولى لولوج الإنسان إلى آفاق الإبداع الحقيقي, فكلما قيد فكر الإنسان كلما فقد الإنسان قدرته على الإبداع والتطور والعكس هو الصحيح, فكلما وجد الإنسان نفسه حر التفكير لا يقيد أفكاره اي شيء, كلما إستطاع ان يتفتق ذهنه عن إبداعات عظيمة.
ولكي نضع إصبعنا على الجرح ونحن نعالج هذة القضية الهامة نستطيع ان نجزم جزما قاطعا ان الإنسان العربي في مجتمعنا المحلي الضيق وعلى مستوى العالم العربي كله فقد حريته في التفكير المنطقي لما ورث من معتقدات بالية اصبحت جزء لا يتجزء من كيانه الفكري وفرضت نفسها عليه بقوة وجعلت تفكيره يقبع خلف قيود من التقاليد والعادات والمسلمات التى أمست جزء يظنه الكثير انه طبيعيا ومنطقيا وهو لا يمت الى الواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد .
ولكي نقترب أكثر من وضع إصبعنا على الجرح من اجل التخلص من مكامن التفكير السلبي الذي يعاني منه إنساننا العربي, علينا أن نتخلص أول ما نتخلص من الحكم على الإنسان من خلال مذهبه الديني او السياسي او العقائدي والنظر الى ماهية وقدرة هذا الإنسان على العطاء الفكري الصادق والصافي الذي يخدم المجتمع بأكمله ولا يقف عند زوايا تختصر بالدين والمذاهب والإعتقاد.
إن التفكير الإنساني في رأينا يجب ان يتنزه عن كل هذه الشوائب والمؤثرات التي تعيق تطوره وإزدهاره .
فلا أعتقد ان هنالك إحتقار للإنسان اكثر من النظر إليه من خلال إنتمائاته الدينية والعقائدية فقط, وليس هنالك رأي أعرج أكثر من أن نحكم على الإنسان من خلال كونه ينتمي الى فئة ما. وبنظرة أعمق نستطيع ان نقول ان الله عز وجل خلق جميع البشر على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم, وكما جاء في القرآن الكريم وهو كتاب منزل لاحدى الديانات السماوية " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير".
فلعل هذه الاية الكريمة نزلت لتقول لنا أن الله يفضل ويقدر الإنسان بتقواه وتفكيره اكثر عن تقديره لإنتمائه, وكأن سبحانه عز وجل يقول للإنسان ان التقوى الفردية هي الهوية الحقيقية التي يقدرها الله في الإنسان .
ودعنا أخي القاريء نقترب اكثر واكثر للجرح مسهمين قدر الإمكان في معالجة وشفاء مجتمعنا من تلك الامراض القاسية التي تعبث بكيانه وتحد من إبداعه ولا أقصد هنا بالأمراض الجسدية بل بالأمراض الفكرية التي جعلتنا نتأخر عن موكب الحضارة والتقدم والتفوق, فما اكثر ما تعترينا الالام حين نسأل طالبا جامعيا لماذا اخترت دراسة الطب ؟ فتكون اجابته اهلي ارادوا ذلك, ونسأل صبية في عمر الورد لماذا اخترت هذا الزوج؟ فيكون الجواب اهلي ارادوا ذلك, ونسأل إمرأة لماذا تدينت فجأة؟ فتجيب أهلي ومجتمعي ارادو ذلك كل هذا دون سرد الكثير من القضايا التي تثير تقززنا لا سيما لدى شبابنا الذين هم عماد مستقبلنا حيث يفضلون قضاء أوقاتهم عبر "الانترنت والتشات" بالذات, وعبر الجوال تاركين تنمية فكرهم والويل ثم الويل لمن ينصحهم بقراءة كتاب ما .
هذه الاسئلة التي تعترينا الان, تخلق فينا نوعا من الألم الحاد والمرارة العميقة وعلى الرغم من ذلك فإننا نرنوا من وراء هذه الكلمات الى ان يتخلص هذا المجتمع الذي نحبه ونريد له كل الخير من كل هذه الموبقات التي ذكرناها انفا .
نريد للطالب/ة ان يتعلم ما يريد, وللشاب/ة ان يتزوج بمن يختار ضاربا عرض الحائط بكل الضغوطات التي يفرضها عليه الاهل والمجتمع, نريد لشبابنا وشاباتنا ان يهتموا اكثر بالقراءة التي تقوي ذاتهم وتبني نفوسهم وتجعل لديهم تفكيرا مغايرا يحدد لهم معالم المستقبل بعيدا عن سخافات المجتمع وامراضه .
فعندما نخلق هذا الجيل المثقف, الواعي, المستقل الذي يفكر دون قيود تفرض عليه عندها فقط نستطيع ان نواكب الشعوب حضارتها وعندها فقط نستطيع ان نأخذ مكاننا على خريطة الحضارة والتقدم والإستقلال.
وعلينا ان ندرك ان هذا التغيير ليس وليد اللحظة, فقد يأخذ فترة طويلة لكنه سيوصلنا بالتالي الى مرافيء النجاح وشواطيء الأمان .
فعندما نملك كأفراد استقلاننا المطلق في التفكير والتقريرعندها فقط لن نسأل انفسنا بعد لماذا نحن مهزومون ؟؟؟.

تحياتي الكوا

يسلمووو دياتك على الموضوووووووع

يسلموو خيتوو علي المرور

تحياتي الك

» شوفو التطور فين وصل
» الطريق الى قلب الرجل ..أمه
» أضل الطريق حينما ..عندما
» كالديرون: كاكا كان سيأتي عاجلا أم آجلا وأنا من مهد الطريق لرونالدو