لم يصدمني في حياتي شئ بقدر حكاية جورج غالاوي هذا البريطاني المسيحي يستعطف الرئيس المصري و يرجوه بالسماح بمرور القافلة وعدم إعاقتها حتى تصل إلى غزة! و يواجه الرفض و التنكيل و التجويع و السجن مع هذا ثابت على موقفه لم يقل خلفي أبنائي دولتي خلفي مناصب
الظلم هو ما دعا فتاة أمريكية لترك مفاتن الحياة بأمريكا و الذهاب لغزة كي تأمر بالعدل و تنهى عن الظلم
اسمها راشيل كوري فهل تعرفها ؟
ناشطة أمريكية تدعو إلى العدل بين الناس !!!!! .
دفعت ثمن تذكرة السفر من أمريكا إلى غزة تاركة ورائها كل شئ .. غامرت للذهاب إلى بلد لا تعرفه فقط
سمعت عنه و عن ما يعانون من ظلم فهبت و تركت وطنها متوجهة لغزة و حينما وصلت وقفت أمام الجرافة الاسرائيلية
و قالت بمكبر الصوت :
جئت من أمريكا لأدعوكم ايها الإسرائيليون إلى احترام جيرانكم و العيش بسلام معهم بدلا من هدم بيوتهم و حرق
اشجارهم و لن أعود حتى تفهموا ذلك !.
فما الذي تظنون أن اليهود فعلوا بها ..؟!
أنزلت حقيبتها من على ظهرها و جلست أمام الجرافة .
كانت الجرافة تقترب منها شيئًا فشيئًا و راشيل كالجبل الشامخ لا تتحرك الجرافة تصبح بمواجهتها و راشيل
لا تتحرك صامدة على موقفها من أجل من ..؟! غزة و الهدف ..؟! تحريرها و نصرة أهلها ..!!
أخذت تنظر إلى جنازير الدبابه كيف بدأت تلتهم قدميها و لم تهرب و تصرخ أو تتحرك
حتى دهستها الجرافة و خرجت كبدها من فمها أمام مرأى من العالم !!.
من عمل مثل عملها أو تجرأ فقط على التفكير أن يقطع تذكره من أجل أن يذهب لغزة هذا إن سمح له
أما العازف الأمريكي مايكل هارت فقصته قصة كتب و لحن و غنى قصيدة اسماها ” Gaza Tonight “
عازف لم يغادر جنبات الإستوديو الذي يعزف فيه طيلة حياته كان يعزف ويلحن للفنانين و حينما رأى
ما يحدث في غزة هبت فطرته الإنسانية الرافضة لكل ظلم و غنى من أجل عيني غزة ..!
غزة التي أحبها و آمن بها و لم يعرفها أو يسبق له أن وطئ أرضها و لا تربطه بها صِلات دين أو دم أوتاريخ
يتكلم باسم العرب و هو ليس منهم و لكنه قطعاً احسن منهم .
لا تقولوا لي المقارنة بين كفار ومسلمين ليست عادلة هؤلاء لم يرضوا بالظلم اللذي وقع بينما نحن صمتنا و تحججنا بحكوماتنا
و كنا ننظر لبعضنا .. ننتظر أن يتحرك أحد حتى نتشجع و نقلد دون أن نبادر أو نتحرك
صدق القصيمي حينما قال نحن ظاهرة صوتيه حينما نرى أحد ما يتكلم عن غزة نقلده و نكتب و بعد فترة
حينما ينسى الناس ننسى معهم و عذرنا أن قلوبنا معهم هم لا يريدون قلوبنا يريدون نصرتنا
و الله الذي لا اله الا لو هو لو لم أكن امرأة في هذا السجن الكبير لعملت أكثر مما يعملون ولبعت هذه الدنيا القبيحه
من أجل آخرة جميلة لأني أعلم أني على حق و لا يهمني ما سيحصل لا شئ لدي أخسره لا عشت إن رأيت مظلومًا لم أنتصر له
لا أملك سوى قلمي فقط هذا كل ما أملك و لو أستطعت لعملت أكثرمما أعمل و لم أتردد لكنها قيود تحاصرني و لا أستطيع فكها بكل أسف
أقول لكم هذا الكلام حتى لا تقولوا أني فقط أنظِّر دون أن أطبق مع هذا لا ألوم أي أحد منا إن صمت
فالقيود كثيرة لكن اللوم الحقيقي يقع على من هو بمكان قريب من أصحاب
الشأن و يصمت خشية أن يفقد منصبه أو مصالحه الخاصة باعوا ذممهم .
موضوعي هنا قد يكون مشتت لكن نقطتي الأساسية التي أريد إيصالها لكم “الشجاعة في سبيل الحق “
كم نفتقد هذه القضية ليس على مستوى الحكومات بل على مستوى الأفراد أنا و أنت
و كلنا ما الذي يدفعنا للصمت خطابي ليس على مستوى غزة مجرد مثال مثال بسيط يدمي الحقيقة الجريحة أمامنا
الخوف الذي يسكننا من النطق بالحق من الذي زرعه فينا و بأي حق ..؟!
ثبت في حديث صحيح قال الألباني سنده جيد : ( أن رجل ضرب سوطا في قبره فاشتعل عليه القبر نارا فلما افاق
من العذاب قال يارب , لماذا عذبتني ؟ فقال تعالى : صليت صلاة بغير وضوء و مررت بمظلوم و لم تنصره !)
و قال الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام : ( من مات في مظلمة فهو شهيد )
سيد قطب كان فقط عليه أن يعتذر حتى يبعد حبل المشنقة عن رقبته و لكنه ثبت و رفض لأنه شجاع و لأنه آمن
بما يفعل فثبت عليه قيل أنه قال “لقد عرفت أن الحكومة تريد رأسي هذه المرة ، فلست نادماً لذلك ، ولا متأسفاً
لوفاتي ، وإنما أنا سعيد للموت في سبيل دعوتي “
سواء كنت أتفق معه أم أختلف ليس بموضوعنا موضوعنا عن الحق و نصرته لم نحيد عنه و نحن نعلم أنه حق
و نعلم أننا على حق و نعلم أن الله سينصرنا طال الزمان أم قصر ..!
ما الذي سيحصل لك إن قلت الحق الله رب الكون فوقنا و هو معنا و لن يخيب عبده ما دام يثق به و بقدره
لن يحصل الا ما هو مكتوب فلم الخوف ..! و لم الصمت ..!
لم يصدمني في حياتي شئ بقدر حكاية جورج غالاوي هذا البريطاني المسيحي يستعطف الرئيس المصري و يرجوه
بالسماح بمرور القافلة وعدم إعاقتها حتى تصل إلى غزة!
و يواجه الرفض و التنكيل و التجويع و السجن مع هذا ثابت على موقفه لم يقل خلفي أبنائي دولتي خلفي مناصب
تلُوح لي و أموال ستدخل جيبي إن صمت هل الدماء التي تجري في جسد غالاوي فيها عروبة وإسلام
أكثر من حكوماتنا وشعوبنا ومسؤولينا ومثقفينا وسياسيينا، حتى يتجشم الرجل ومعه مئات
الشخصيات والنساء و الأطفال عناء طريق طويل وشاق ومخاطر جمة ليوصل الغذاء والدواء
والمساعدات الإنسانية إلى غزة؟!
هل أصاب العربَ اليوم تبلد كامل في مشاعر العروبة والإخوة والإنسانية حتى أصبح غالاوي والنواب الأوروبيون
والعالم يشعرون بغزة وما تتعرض له من إبادة أكثر منا!
ويل للعرب من قلب قد إخترب